السبت 24 مايو 2025 - 13:58
طبيبة أطفال في غزة تستقبل أبناءها الـ9 شهداء في قسم الطوارئ

وكالة الحوزة - كانت الطبيبة آلاء النجار، تستعد ليوم عمل آخر في قسم الأطفال في مستشفى التحرير، داخل مجمع ناصر الطبي، حين صُدمت بخبر لا يمكن لأي قلب أم أن يتحمله. أطفالها التسعة وصلوا إلى المستشفى نفسه الذي تعمل فيه، لكن شهداء.

وكالة أنباء الحوزة - في واحدة من آلاف القصص المؤلمة التي تجسّد وجع غزّة، استقبلت طبيبة الأطفال آلاء النجار، أبناءها التسعة، شهداء في قسم الطوارئ ذاته، الذي تعمل فيه، بعدما استهدف قصف إسرائيلي منزل العائلة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، صباح السبت.

كانت آلاء، وهي أخصائية أطفال في مستشفى التحرير داخل مجمع ناصر الطبي، قد غادرت منزلها في وقتٍ مبكر برفقة زوجها، الطبيب حمدي النجار، الذي أوصلها إلى دوامها المعتاد في رعاية المرضى الصغار. لم تكن تعلم أن ساعات العمل التي بدأت كالمعتاد، ستنقلب إلى مشهد مأساوي يفطر القلب، حين يصل أطفالها إلى المكان نفسه، لكن ملفوفين بالأكفان البيضاء.

كيان الاحتلال، كما يقول العاملون في القطاع الصحي، لا يكتفي باستهداف الأطباء في أماكن عملهم، بل يلاحق عائلاتهم وأحلامهم إلى بيوتهم. المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أفاد بأن الغارة أدت إلى استشهاد 9 من أطفال الطبيبة آلاء، الذين لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة من عمره، وهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا.

أما الطفل العاشر، آدم، فقد نجا بأعجوبة، لكنه أُصيب بجروح خطيرة، ويرقد الآن في المستشفى إلى جانب والده الطبيب حمدي النجار، الذي يخضع للعلاج في قسم العناية المركزة.

آلاء، التي قضت سنوات عمرها، تُخفف آلام الأطفال وتُهوّن على أمهاتهم، وجدت نفسها فجأة في موقع لا يحتمله بشر. وقفت أمام جثامين أطفالها التسعة، في المستشفى نفسه الذي وهبت له وقتها وحياتها ومهنتها، تحاول أن تجد كلمات تواسي بها نفسها، فلم تجد سوى القول: "كل أطفال غزة أطفالي... لكن هؤلاء كانوا حياتي".

وفي تعليقه على الحادثة، قال الدكتور منير البرش: "ما حدث يمثّل صورة مؤلمة مما يعيشه الكادر الطبي في قطاع غزة"، مشدداً على أن "الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها".

المصدر: الميادين

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha